يا صاحب الهم رسالة الى كل مهموم ضاقت به الدنيا مقطع سيحطم الحزن الذي بداخلك
كاتب الموضوع
رسالة
معرفة عضو جديد
عدد المساهمات : 2 تاريخ الميلاد : 18/11/1999 تاريخ التسجيل : 03/08/2017 العمر : 25 الموقع : http://www.ma3rifaa.tk/
موضوع: يا صاحب الهم رسالة الى كل مهموم ضاقت به الدنيا مقطع سيحطم الحزن الذي بداخلك الخميس أغسطس 03, 2017 6:42 pm
يا صاحب الهم رسالة الى كل مهموم ضاقت به الدنيا مقطع سيحطم الحزن الذي بداخلك
السلام وعليكم
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن اللهم إني عبدك وبن عبدك وبن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله عز و جل همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن ).
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد فيا أيها الناس : إن من سمات شريعة الإسلام الدلالة إلى ما فيه الخير ، والتحذير مما فيه الشر .. وإن مما وجهت به شريعتنا الغراء أن الهموم المفرطة خطر على كيان الأمة وإنتاجها ؛ لأنه خيرٌ لكل مجتمع مسلم أن يستقبل الحياة ببشر وأمل كي يستفيد من وقته ويغتال القعود والقنوط .. ولا يظن بعاقل أن يزهد بالأنس ، وإذا ما غلبت المرءَ أعراضٌ قاهرة فسلبته الطمأنينة والرضا فإنه يجب عليه أن يجنح إلى الدواء الناجع الذي دل عليه ديننا الحنيف حتى لا يكون الاستسلام لتيار الهم الذي يولد انهيار الأعمال بالعجز والكسل ؛ فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الصحيح يتعوذ بالله من الهم والحزن ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ قال إذا أصبحَ وإذا أمْسى : ( حَسبِي الله لا إلَه إلا هو .. عليه توكلتُ وهو ربُّ العرشِ العظيم ) سبع مرات ، كفاه الله ما أهمه " رواه أبو داود .
وعليك - أيها المهموم - أن ترطِّب لسانك بذكر الله لتخرج من عنق الزجاجة إلى الفضاء والسعة ، وإن زوال الهم مرهون بكثرة الاستغفار ولزومه كما قال - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ لزِم الاستغفارَ جعلَ الله له من كلِّ ضيقٍ مخرجَا ، ومنْ كلِّ همٍّ فرَجا ، ورزقَه من حيث لا يحتسب " رواه أبو داود والنسائي .
إنه لن ينفع أحدنا جنوحه إلى زيد أو شكواه لعمرو ما دام لم يطرق باب أرحم الراحمين المطلع على الضمائر وما تكنه الصدور ؛ لأن من فقد الأنس بالله فما عساه أن يجد ، ومن وجد الأنس بالله فما عساه أن يفقد .. ففر من همومك - أيها العبد - إلى ربك خالقك ومولاك .. دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد ذات يوم ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ، فقال : يا أبا أمامة مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : أفلا أعلِّمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك ؟ قال : بلى يارسول الله ، قال : قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلَبة الدين وقهر الرجال ، قال أبو أمامة : ففعلت ذلك ، فأذهب الله همي ، وقضى عني ديني " رواه أبو داود .
عباد الله : إذا كان اللجوء إلى الله - تعالى - سببا في انسلال الهموم الجاثمة على المرء فإن ذكر الحبيب المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه - سببٌ في الأنس وكفاية الهم ؛ فقد قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - : يارسول الله : أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك (أي أصرف بصلاة عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي) ، قال - صلى الله عليه وسلم - : إذن يكفيك الله - تبارك وتعالى - ما أهمك من دنياك وآخرتك " رواه أحمد .
ألا فاتقوا الله - عباد الله - وأحسنوا التعامل مع الهموم تفلحوا ، وحذارِ أن تكون همومكم من نسيج خيالكم والواقع منها براء، وخذوا أمور الدنيا بأسهل ما يكون ، وغضوا الطرف عن مذكيات الهموم بالتغابي عنها ؛ فإن الغبي ليس بسيد في قومه .. لكن سيد قومه المتغابي .. واعملوا على تخليص همكم من همكم لهمكم الأخروي ، وإياكم وكثرةَ المعاصي فإنها كلاليب الهموم .. أجارنا الله وإياكم منها . فاسْتأنِسوا ياإخوتي في اللهِ **** إنَّ الهمومَ لَموحِشاتُ اللاهِي ويلُ العبادِ من الهمومِ وإنها **** تخبُو لدى مستأنسٍ باللهِ
هذا ، وصلوا - رحمكم الله - على خير البرية وأزكى البشرية محمد بن عبد الله .. صاحب الحوض والشفاعة ؛ فقد أمركم الله بأمر بدأ به بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه وأيه بكم أيها المؤمنون ، فقال - جل وعلا - : ... أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ( 56 سورة الأحزاب ) .
اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر ، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة - أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي - وعن سائر صحابة نبيك محمد ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين . اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين ، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين