الحمد لله الذى ارسل الينا رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله و من علينا برحمته فارنا من ايات ربوبيته و عدله وساقنا
بسياط الوعد الوعيد حتى ننال رضوانه
و اصلى و اسلم على سيد الخلق ولد ادم و خاتم رسله، صاحب المقام المحمود و الحوض المورود وشفيعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون""
و اشهد انه بلغ الرساله وأدى الامانه و نصح الامه فجزاه الله خير ما جزى نبيا عن قومه ورسولا عن امته:
اما بعد فما احوجنا فى خضم هذه الحياه و مشاغلها الى ان نقضى بعض الوقت فى التفكير فى مالنا و منزلنا غدا، و ما احوج قلوبنا لهذا حتى تفيق من الغفله،
و نتزود بالتقوى ، فتستقيم جوارحنا ، ما احوجنا لهذا قبل انقضاء الاجل و حصول الندم فنرجع و نقول ( رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت) .سوره المؤمنون الايه.100،99.
و صدق الشاعر حيث قال:
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها *** هل راح منها بغير القطن و الكفن
قال العلماء فى الموت: تذكر الموت يردع من المعاصى ويلين القلب القاسى و يذهب الفرح فى الدنيا ويهون المصائب فيها:
و كان امير المؤمنين عمر بن الخطاب يتمثل بهذه الابيات:
لا شئ مما ترى تبقى بشاشته *** يبقى الأله و يودى المال و الولد
لم تغن عن هرمز يوما خزائنه ***و الخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
و ذكر ابن المبارك ان ابا الدرداء رضى الله عنه قال:
احب الموت اشتياقا الى ربى و احب المرض تكفيرا لخطيئتى و احب الفقر تواضعا لربى عز وجل.
فتامل يا أخى المسلم و تدبر ما فى هذا الموضوع عسى الله ان ينفعك به و ينفع المؤمنون و اجعله نصب عينيك لا يشغلك عنها شاغل
و اسأل الله ان ينفعكم بهذا الموضوع ،