الحمد الله والصلاة على رسوله عليه الصلاة والسلام
1-قال الله تعالى: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)، لماذا يدعون الله هؤلاء المشركون ولم يدعوا ألهتهم؟
2-لماذا الواحد منا حينما تضيق به الضائقة يقول (يا رب)؟
ثم التعرف بالدعاء لغةً واصطلاحاً، فأقول:
الدعاء لغةً هو: النداء
والدعاء اصطلاحاً هو: طلب العبد من ربه العناية واستمداده إياه المعونة، وحقيقته إظهار الافتقار إليه، والبراءة من الحول والقوة.
فكيف يكون الدعاء؟
فكما قلت الدعاء هو عبادة وهو مخها وأصلها فكل أمرنا دعاء، التسبيح دعاء والتهليل دعاء والحمد دعاء والصلاة دعاء، فالدعاء هو في حياة المسلم منا كالأكل والشرب، فلا يستقيم أمرنا إلا به.
والدعاء متمم الأمور كلها، وسبب التوفيق في كل المقاصد كالدراسة مثلاً، تطلب من الله التيسير والتوفيق وهذا إلتجاء لمن تعلم أنه مالك كل أمر ومن له الحول والقوة، وهذا أصل الإيمان.
قال الله (أدعوني استجب لكم)، وهذا وعد منه سبحانه بالإجابة، وهذا جود منه عز وجل أنه يرحمنا حين افتقارنا له وطلبنا العون، فالله أكرم من أن يرد سائلاً ومحتجا، فيجب حسن الضن بالله سبحانه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسان ربنا عز وجل: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني).
والدعاء له واجبات وسنن يستجاب للعبد إذا سأل الله بها، ومن ذلك، أن يستفتح دعائه بالحمد لله على ما أنعم به عليه، فيقول الحمد لله الذي هداني والحمد لله عافاني ... ثم يتبع ذلك بتقديس الله فيقول: سبحانك اللهم عظمت أسمائك وتعالت صفاتك سبحانك يامن أنت الله وحدك نعبدك لا نشرك بك شيء ... ثم يتبع ذلك بالصلاة على النبي صل الله عليه وسلم... ثم يدعو بحاجته ويستغفر لوالديه وأرحامه والمسلمين... ويختم ذلك بحمد الله والصلاة على نبيه عليه الصلاة والسلام.
فحين تتفكر في عباداتك وحياتك اليومية تجدها مليئة بالدعاء، فحين الاستيقاظ من النوم نحمد الله، وأثناء الصلاة نستفتحها بالتكبير ودعاء الاستفتاح وهذا كله دعاء، وكذلك سورة الحمد التي هي ركن من أركان الصلاة كلها دعاء وتقديس لله عز وجلا، والركوع دعاء والرفع منه كذلك والسجود الجلسة بين السجدتين والتشهدين كذلك كله دعاء، فنظر لرحمة الله بنا كيف جعل من حقوقه علينا وهي العبدة كلها دعاء لنا فالحمد لله على ما هدانا.
والدعاء له موانع يجب الابتعاد عنها، وهي: الدعاء بإثم؛ كدعاء بالموت أو الدعاء على أخيك المسلم دون وجه حق.
ولتعم أن فضل الله عظيم وعدله كذلك فالكافر المشرك أو الملحد يستجيب الله له إن ظلم ودعا على ظالمه، ليس هذا دليل على خير فيه بل هو دليل على عدل الله في عباده.
وفي ختامه بما أنه تقرر بأن الذكر عبادة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ»؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى»).
