دورت و لقيت هل المقال ان شالله تستفيدو منه
أنت لا ترى إبليس :{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ }[ الآية 27 – الأعراف ] إبليس هو الشماعة التي نعلق عليها أخطاءنا ، قال القرآن :{ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً } [ الآية(76) النساء].
وكيد النساء أشد منه :{ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } [ الآية(28) يوسف ]. فالمشكلة التي معي ومعك ليست إبليس ..وإنما كما قال صلى الله عليه وسلم :{ أعدى أعداؤك : نفسك التي بين جنبيك}
كيف أعرف أن الوسوسة التي بصدري ، من النفس وليست من إبليس ؟عدة أشياء :أولها
إبليس يأمر بالمعصية ، أو بترك الطاعة ؛ فيُزيّن لي معصية كي أقع فيها أو يُقْعدنى كي لا أصلى الصبح حاضر ، ويحضر لي مخارج وعلل نفسية ، كي أُقنع نفسي وأطيع لوسوسته أما النفس فتأمرني بالشهوات والفرق شاسع بين الأثنين.فالنفس شهوة مطعم أو مشرب أو ملبس...أو منكح فاحذر بها الداء الدفين
الفارق الثاني : إبليس : عندما يأمرني بمعصية ، لا يلح ....لأنه يريد أن أقع في المعصية بأي كيفية ، وعندما لا أفعل هذه المعصية يُزيّن لي غيرها ، لأن أهم شئ عنده أن أفعل المعصية. أما النفس : فطلباتها تلح علىّ فيها ، ولا تتركني حتى أفعل ما تأمرني به !!، فمثلا تشتهى نفسي أكل أكلة معينة : لا تتركني نفسي إلا إذا أكلتها ، أريد أن ألبس هذه الملابس تستمر ورائي وتلح في الطلب .
وإبليس بغير النفس لا يستطيع أن يفعل شيئا ولذلك قال بعض الصالحين :" من الناس من اشتغل بمجاهدة إبليس فأوقعهم ذلك في التدّليس ، ومن الناس من اشتغل بمجاهدة النفس ؛ وجعل كل الدنيا والآخرة خلف ظهره ، فوقاه الله همَّ إبليس ، وما عداه ".وأنا لا أستطيع أن أشغل نفسي بمحاربة إبليس ، وإنما الفَطِن : يُقْبل على الله إلى أن يقول الله تعالى في شأنه : هذا في معيتى :
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ [آية(42) الحجر]أي إياك أن تقترب من هؤلاء فهذا سيدنا عمر ، عندما كان يمر بشارع لا يستطيع إبلـيس أن يمر من هذا الشارع ، ومعنى ذلك أن سيدنا عمر كان يحفظ حتى أهل هذا الشارع من وسوسة الشيطانولذلك قال فيه الحبيب :{ ذاك رجل يفرق منه الشيطان }
جهــاد النفــوس
أما المصيبة الكبرى ، فهي النفس التي بداخلك :
وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ{53}
[آية (53) يوسف ].وكلمة أمَّارة : معناها كثيرة الإلحاح ، تستمر وراء الإنسان إلى أن تُحقّق أمنيتها ورغبتهاما طلـــباتــها ؟
هي النفس للدانى تحن وترغب ... وللعاجل الفانى تميل وتطلب
مـــــاذا أفعل ؟ رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، وليس " الكبير " لا بد من مجاهدة النفس كـــيف ذلك ؟وأنا ليس معي نفس واحدة ، أنا معي نفوس ,نفسٌ جمادية ، ونفسٌ نباتية ، ونفسٌ حيوانية ، ونفسٌ إبليسية ، ونفسٌ سبْعية ، ونفسٌ ملكوتية ، ونفسٌ قدسية .كل واحدة لها :
نزعاتهـا ، ووسوستها ، وهواجسها، وخواطرها ، وأمراضها ، وآفاتها