بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أنتِ زوجة مثالية ؟!
يلاحظ أن الإنسان كلما كان أفقه واسعاً ونظرته بعيدة ، وتفكيره ناضجا لم ينظر إلى المرأة من جهة واحدة أو - كما يقال - من بعد واحد
، وإنما ينظر إليها نظرة تكاملية من جميع الزوايا ، وفي ذلك سبب للتآلف
والتقارب والود والرحمة والصفح والعفو ، روى مسلم عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلي الله عليه وسلم :"لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي
منها آخر أو قال غيره ".
من مظاهرة المرأة المثالية :
تظهر المرأة بوضوح وتكامل في هذا النص العظيم :
روى
الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : سئل النبي
صلي الله عليه وسلم أي النساء خير ؟ قال : " التي تسره إذا نظر إليها
وتعطيه إذا أمر ، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها ولا في ماله ".
روى
البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال
: " خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه
على زوج في ذات يده ".
ففي هذين الحديثين يبرر لنا تكاملية المرأة المثالية وتوازن شخصيتها :
1- فهي تسرّه إذا نظر ، وهذا بمعنى العناية في الجمال وحسن المظهر ، وهذه أشياء مستلزمة لكل إنسان وهي فطرة .
2- وتعطيه إذا أمر :
فهي موافقة للرجل وتوافقها معه في جميع أحواله ، فملائمة المرأة للرجل
وانسجامها معه ومعرفتها بطبع زوجها وتكيفها له من أقوى أسباب السعادة
الزوجية وهو أبرز جوانب المرأة المثالية .
3- بعدها
عن مواطن الريب ومواضع التهم أمان لقلب زوجها وبعد للشك فيها ، وحماية لها
من القلوب المريضة وهذا أصل أركان المرأة المثالية ، فلا تخلو برجل غير
محرم لها ، ولا تخضع له بالقول ، ولا تطيل معه الحديث .
4- ليست
مسرفة في طعامها وشرابها ولباسها ، وليست متكلفة لزوجها ما لا يطيق ،
وليست تقليدية تابعة في مؤخرة الركب همها : ماذا لبست فلانة واشترت علانة ،
بل تعد نفسها راعية ومحافظة على مال زوجها .
5- تضفي
حنانها على أولادها ؛ فتكسب البيت كله حنانا ، فليست شتامة لأولادها ولا
غليظة همّها الدعاء عليهم ، ولا مضيعة لتربيتهم لا تترك أولادها للخدم أو
الشارع مقابل أن ترتاح من شغبهم وأذاهم ، فهي راعية في البيت وحق على
الراعي العناية برعيته : " والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ،
وقد جعل الإسلام مقابل أتعابها ورعايتها ثلاثة حقوق على الأبناء ، بينما
فاز الأب بنصيب واحد .
ومن صفات المرأة المثالية - أيضا - :
6-
ليست أنّانة ومتمارضة ، فلا تكثر الشكوى ولا تتمارض من كل عارض أو وعكة
خفيفة ، فالزوج لا يرغب أن يعيش في مستشفى ، ويتطلع عند رجوعه من البيت إلى
امرأة تزيد من همه وغمه .
7- ليست
منّانة تذكر كل حسناتها وما فعلته وتجير بعض مصالحها وأعمالها الشخصية
بأنها من أجل زوجها ، فإن صنعت تريده قالت : من أجلك فعلته .
8-
بعيدة عن الروتين والجمود على حال واحدة : عن تغيير الروتين في المنزل من
أسباب تقنية الأجواء وتحسينها ، سواء كان ذلك في أثاث المنزل أو في اللباس ،
أو العادات في الأكل والشرب ، فهي امرأة متجددة دائما .
9-
ليس للفراغ إليها سبيل ، فلا تعيش في كوكبة من الخدم ، بل تقوم بأعمال
بيتها بنفسها ، وأين الفراغ لمثل هذه وكيف سبيله إليها ؟ إذ إن الفراغ
والكسل من أكبر أسباب الركود في العلاقات الزوجية ، ومن دواعي الشيطان في
التذكير بالحقوق المضاعة وتضخيمها .
10-
تتمثل – عملياً - قول ابن عمر : "البر شيء هيّن وجهٌ طليق وكلامٌ ليّن " ،
فهي بشوشة ، طليقة الوجه ، حلوة الخطاب والحديث ، لا يعرف التعبيس له طرقا
إليها ، ولا الخشونة سبيل عليها .
11-
إن المرأة المثالية هي التي تجدد حياة زوجها وتبعث الهمة والثقة
والطمأنينة في قلبه ، وتحثه على الإقدام على الخير وترغبه فيه وتقف بجانبه ،
كما قال أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - لرسول الله صلى الله عليه
وسلم :" كلا والله لايخزيك الله أبداً ".
12-
كلما حقق هدفا تفتح له أفاقا أخرى وهدفا آخر ليرتقي في تحقيقه ، وتقف
بجانبه حتى يتحقق هدفه ، وتبث فيه روح الحماسة والأمل ، كما وقفت خديجة -
رضي الله عنها - ، ووقفت زوجات المهاجرين إلى أرض الحبشة .
ومن
البلاء تباين الأهداف والهمم فيما بين الرجلل والمرأة ، فبينما أحدهما
ذوهمة رفيعة عالية إذا بالآخر همته دنيئة ساقطة همة في الثرى وهمة في
الثريا .
13- تتفهم
الرجل وتحاول التكيف معه ، وتحسن الاستماع إليه ، فهي تدرك بأنه لا يمكن
التوافق والتماثل في جميع الصفات بين أي رجل وامرأة ، فلابد من التنازل
وتخطي العقبات وتجاوز الهنّات وعدم المحاسبة على الصغير والقطمير.
فهي
مرنة مع زوجها داخل في حسابها جميع الطوارئ مستعدة للتكيف معها ، فإن نقل
إلى مكان انتقلت معه ، وإن لم يستطع البقاء في منزل ارتحلت معه ، غير
متشبثة ببلد ، ولا متمسكة بمكان .
14-
كتومة لا تفشي له سرًّا ، حديثها مع زوجها لا يتعدى حيطان حجرتها ، تستصغر
أولئك النسوة اللاتي حديث زوجها عند كل الناس في العطاء والمنع ، والفرح
والحزن ، وهذا من أقبح الصفات .